ألجيريا توادي
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام 13401713
ألجيريا توادي
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام 13401713
ألجيريا توادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ألجيريا توادي

مرحبا,, يا زائر مجموع مساهماتك هو 1 وننتظر منك المزيد...إن شاء الله
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
أهـــلا و ســهــلا بــــك مــعــنـا فــي الـمـنـتـدى
الساعة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
the prince24
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
chakib-0-2
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
NOOR
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
issl@me
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
none
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
نجوم فيفاء
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
كريمة
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
A!M@N
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
chlfawi
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 
SeIfOuFa
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_rcapالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Voting_barالقرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Vote_lcap 

 

 القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
the prince24
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
the prince24


ذكر
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام 111010
نوع المتصفح : نوع المتصفح:
البلد : القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام 110
عدد المساهمات : 741
العمر : 27

القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام   القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام Icon_minitimeالسبت يناير 30, 2010 8:45 pm


القرآن نور الأنوار


الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح


الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
حديثنا
موصول عن منبع الهداية ومعلم النور الذي به حياة القلوب ، وسكينة النفوس ،
ورشد العقول ، واستقامة الجوارح ، وطيب الحياة الدنيا ، ونجاة الحياة
الآخرة .


كتاب الله – سبحانه وتعالى - كلامه العظيم حكمته
البالغة شريعته النافعة ، ذلكم في سياق حديثنا عن المبادئ التي هي أعظم
أسباب القوة ، وأول أسباب النهوض ، وعندنا مبادئنا وعقائدنا وشرائعنا
مصدرها الأول ومنبعها الأعذب .
كتاب الله – سبحانه وتعالى - وقفنا
لننظر ما السر في نكوصنا وهزائمنا وضعفنا رغم ثبات مبادئنا ، ورسوخ
عقائدنا ، وحفظ كتابنا ! ذلكم أن الصلة بيننا وبينه وأن الأمر المطلوب منا
له ومعه وبه وفيه يشهد نقصاً عظيماً وخللاً كبيراً .
وقد أشرنا إلى أن
المهم الذي ينبغي أن نحرص عليه ، والواجب الذي نركز فيه هو الفهم لكتاب
الله ، واليقين بما جاء فيه ، وقد قدمنا لذلك تعظيما لكتاب الله – سبحانه
وتعالى - وبيانا للأسس الجامعة والقضايا الكلية التي ينبغي أن تلج إلى
قلوبنا لتتهيأ للإقبال على هذا الكتاب العظيم كلام رب العالمين .


ولعلنا اليوم ما نزال في حاجة ماسة إلى قضية الفهم
والتدبر ؛ حتى نأخذ منها حظاً وافراً يقودنا إلى قوة اليقين ، وعظمة
الاعتقاد بكل ما جاء في كتاب الله – سبحانه وتعالى - من غير شك ولا اضطراب
، ومن غير حيرة ولا تردد .
الفهم والتدبر والخشوع والتأثر والخضوع
والتمثل هذه مدخلها الفهم والإقبال على القرآن إقبالا صحيحاً فهم يقود إلى
تدبر وخشوع يقع به التأثر وخضوع واستسلام .. يقع به الاستجابة والتمثل لما
جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أما الفهم والتدبر
فآياته وأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته فيه عظيمة .. {
كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } .


والتفكّر في آياته المسموعة وآياته المشهودة ،
ولهذا أنزل الله القرآن ليُتدبر ويُتفقه فيه ويُعمل به ، لا لمجرد التلاوة
مع الإعراض عنه ، كما ذكر ذلك ابن القيم - رحمه الله - وأما مسألة الخشوع
والتأثر فنستمع إلى آية من كتاب الله : { اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ
مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ
} .
ووصف الله - عز وجل - للمتأثرين الخاشعين بقوله :
{ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } .
قال
ابن تيمية - رحمه الله - : "إن خشوع القلب للقرآن واجب ، ولابد أن نستحضر
ذلك الوصف الذي وصفته أسماء في المتفق عليه عندما قالت رضي الله عنها :
"كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تليت عليهم الآيات كان
وصفهم كما جاء في كتاب الله تدمع أعينهم وتخشع قلوبهم تصديقا لما جاء في
هذه الآيات العظيمة ".


وأما الخضوع والتمثل فهو الغاية النهائية الاستجابة الحقيقية ، والامتثال الصادق يقول فيه جل وعلا : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }.
الخشوع
الحقيقي هو الانقياد للحق ، ومن موجبات الخشوع الاستجابة والعمل وفي حديث
النواس بن سمعان - رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين يعملون به تقدمه البقرة وآل عمران) ثم وصفهما النبي - عليه الصلاة والسلام – وقال : (تحاجان عن صاحبهما).
وشاهدنا قوله : ( أهل القرآن الذين يعملون به
) ، أولئك هم المنتفعون .. أولئك هم المستحقون لشفاعة القرآن .. أولئك
الذين حيت به قلوبهم ، وقويت به عزائمهم ، ورشدت به عقولهم ، واستقامت به
أحوالهم ، وكان حكماً فيما بينهم ، وفصلا فيما يقع منهم من خلاف تصديقاً
لكتاب الله سبحانه وتعالى ، قال القرطبي رحمه الله :
"
فما أحق من
علم كتاب الله أن يزدجر بنواهيه ، ويتذكر ما شرح له فيه ، ويخشى الله
ويتقيه ويراقبه ويستحييه ؛ فإنه قد حمل أعباء الرسل ، وصار شهيداً في يوم
القيامة على أهل الملل ) .
ليس أمرا هيناً كلام الله - عز وجل - ..
كتابه وهدايته الأخيرة للناس الذي تكفل بحفظه ، فلذلك ينبغي أن يكون هذا
هو الأصل الذي نتعامل به مع القرآن ، حتى يحدث في نفوسنا أولاً التأثير
المنشود ، ثم يفيض على قلوبنا ونفوسنا إلى واقع حياتنا لنتحرك به ،
ولنحرّك به واقعنا ، ونقوم به اعوجاجنا ، ونستدرك به نقصنا ، ونكمل به ما
وقع من خلل في حياتنا ، وذلك هو التأثير المنشود الذي عندما فقدنا كثيراً
منه ظلّ القرآن في حياتنا ، كأنما هو غائب شاهد ، وكأنما هو قد عطل في
واقع نفوسنا وقلوبنا فتعطل في واقع حياتنا وأحوالنا .


وذلك ما كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -
يحذرون منه ، ويستحضرونه دائماً ، روى الإمام أحمد في كتاب الزهد ، عن أبي
الدرداء - رضي الله عنه - وهو من أرقّ الصحابة وأكثرهم مواعظ ، كانت مواعظ
قلبه تفيض على لسانه ، فإذا بها تلج إلى القلوب ، وتأثر في النفوس ، يقول
رضي الله عنه وأرضاه في معاني الصلة بالقرآن الكريم : " أخوف ما أخاف أن
يقال لي يوم القيامة : يا عويمر أعلمت أم جهلت ! ؛ فإن قلت علمت لا تبقى
آية آمرة أو زاجرة إلا أخذت بفريضتها ، الأمر هل ائتمرت ؟ والزجر هل
ازدجرت ؟ وأعوذ بالله من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع " .

هكذا
كانت قلوبهم ونفوسهم .. هكذا أدركوا أنه لابد من فهم وتدبر يحصل به خشوع
وتأثر ينطبق ويليه استجابة وتمثل ، وذلك الذي نحتاج إليه ، ولعلنا هنا
ونحن نريد أن نيسر الأمر على أنفسنا ، وأن نعين أنفسنا على أن نبلغ مثل
هذه الغايات سيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الملهيات وعظمت فيه
المشغلات ، وكثرت فيه الفتن ، وتعاظمت فيه المحن ، وصرفت القلوب بالشهوات
، وضلّت العقول بالشبهات إلا من رحم الله ، أفلسنا في حاجة إلى عصمة نعتصم
بها ، وإلى ملجأ نلجأ إليه ، فأي ملجأ أعظم من الله ؟ وأي عصمة أعظم من
عصمة كتاب الله ؟ وأي نور يبدد الظلمات أعظم وأقوى وأبلج من نور الله عز
وجل ؟ ونور كلامه سبحانه وتعالى ؟ كم نحن في حاجة ماسة إلى أن نعيد القول
ونردده ونكرره ونزيده في مثل هذه المعاني ، ومهما زاد ؛ فإنه قليل لأن
البون شاسع ، والهوة سحيقة ، والفرق عظيم وهائل بين ما تنزلت به الآيات ،
وما دعت إليه الشريعة ، وما هو واقع في الحياة ، بل ما هو مستقر في القلوب
والنفوس .


ولعلنا هنا نذكر بعضاً مما يعيننا على ذلك ويؤدي
بنا إليه في خطوات ميسورة بإذن الله عز وجل ؛ لأننا لا نريد أن نلقي القول
على عواهمه ، ولا نريد أن يكون حديثنا مجرد كلمات عظيمة أو ضخمة أو بليغة
، أو ربما يكون فيها شيء من التعظيم والتأثير المؤقت الذي لا ينبني عليه
عمل ، ولا نخرج به إلى تغيير واقع ولا نبدأ فيه في تغيير أحوالنا علّ الله
- عز وجل - أن يتداركنا برحمته ويغير إذا غيرنا ما في نفوسنا ما في واقعنا
كما وعدنا الحق سبحانه وتعالى .


خطوات أولها: حسن الاستماع والإصغاء لكتاب الله عز وجل
كم
نسمع من نشرات الأخبار ..كم يسمع كثيرون من الأغنيات ، وكم نسمع من
الأخبار والأحوال والأقوال ، وكل ذلك يصب في قلوبنا كدراً يخلط صفاء
الإيمان ، وظلمة تطفئ نور اليقين وأحوالاً تقسوا بها القلوب ، كم نسمع من
غيبة ونميمة ، كم نسمع من لعن وشتيمة ، أليس لنا حظ نطهر به القلوب من
إصغاء يفيض على قلوبنا الخير والنور والهدى والتقى ؟ كم نستمع قبل أن
نتلوا ؟ كم نستمع من الآيات ؟ والقرآن قد سجل في أشرطة ويبث عبر موجات
الأثير ، ويتلى حتى على الشاشات ، ونستطيع أن نسمعه إذا واظبنا على
الصلوات في الجماعات وهو يتردد في المحاريب أناء الليل وأطراف النهار .
ما حظ آذاننا من هذا الإصغاء ؟ وما حظ قلوبنا من هذا الإصغاء ؟
حسن الاستماع هو الأول والمبدأ والفاتحة والبداية {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} وتأمل بلاغة القرآن المعجزة {الذين يستمعون}
وليس يسمعون ، فالاستماع أعظم من السماع السماع .. كلام عابر يمرّ على
أذنك .. تكون سائراً في طريقك فهذا يتكلم ، لقد سمعته لكنك لم تستمع له ..
لم تلق له بالاً .. لم تعطه أذناً واعية ..لم تعطه قلباً حاضراً ، فذلك
أمر آخر ، إنما المقصود الاستماع الذي تتوجه له بكليتك ، وتقصده بعنايتك ،
وتفرّغ له من وقتك ، وتهيئ له نفسك ، وتستحضر له كل الأسباب التي يقع بها
أثره .. { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } .


والفاء للتعقيب السريع ، إن كان استماع حقيقي فثمت بإذن الله - عز وجل - استجابة صادقة {فيتبعون أحسنه} ، والله - سبحانه وتعالى - أمرنا بذلك وبيّن أنه سمة هدايته : { فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ } .
والحق - جل وعلا - يقول : { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }.
وكذلك تأمل {فاستمعوا وأنصتوا
} ، ثم حينئذٍ تتنزل الرحمة ، وتغشى النفوس والقلوب ، ونرى حينئذ آثار
الخشوع والسكينة والتدبر والتأمل عندما نحسن هذا السماع والإصغاء .


ومن كلام وهب بن منبه - رحمه الله – قال : " من
أدب الاستماع سكون الجوارح ، وغضّ البصر ، والإصغاء بالسمع ، وحضور القلب
، والعزم على العمل ، وذلك هو الاستماع كما يحب الله تعالى " .
ومن
كلام سفيان الثوري رحمه الله : " أول العلم الاستماع ، ثم الفهم ، ثم
الحفظ ، ثم العمل ، ثم النشر ، فما أحرانا أن نبدأ بهذا ، وهذا ليس لأحد
فيه عذر ، حتى الأمّي الذي لا يقرأ عنده فرصة سانحة لينهل من هذا الكتاب
العظيم المشغول الذي لا يفرغ " .
ليست له حجة عنده وقت في سيارته عنده
وقت وهو مستلق على فراشه أن يستمع هذه الآيات عنده وقت ؛ لأن هذه الأسباب
قد توفرت وتيسرت ، لكنها الصوارف المشغلة .. لكنها الاهتمامات المنافسة ..
لكنها الدنيا التي استولت على قلوب الناس إلا من رحم الله .


الثاني: حسن النية
وقد
أخرتها وحقها التقديم ؛ لننظر أنها فاعلة فيما قبلها وبعدها ، ونعني بذلك
أن نقبل بصدق ، وأن نستمع وأن نتلو وأن نتعلق بالقرآن في كل أحواله ،
وأحوالنا معه بنية خالصة بنية نبتغي بها وجه الله .. بنية نتلمس بها علاج
أدواء قلوبنا ، وبرء علل نفوسنا ، وذلك ما نحتاج إليه .. نحتاج إلى هذه
النية الخالصة حتى تتحقق لنا النتائج المثمرة ؛ فإننا نعلم أن كل أمر وعمل
بلا إخلاص لا ثمرة له .
قال ابن القيم رحمه الله : " العمل بلا إخلاص
كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه يحمل حملاً كثيراً لكنه تراب
ليس له منه إلا ثقل الوزن دون النفع والفائدة " ، ومن هنا قال القرطبي:
"
إذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه بنية صادقة ما الذي يحصل
له ؟ عامله الله – سبحانه و تعالى - بما يحب الله له أفهمه كما يجب وجعل
له في قلبه نورا ".
ومن كلام ابن تيمية: " من تدبر القرآن طالباً الهدى
منه تبين له طريق الحق والله عز وجل قد وعد من أقبل أقبل الله عليه ومن
صدق وأخلص أثاب الله عليه ومن تجرد لله عز وجل أعطاه الله عز وجل بقدر
إخلاصه { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } " .
وذلك أمر نحتاج فيه إلى مجاهدة نفوسنا .


والثالث: حسن التلاوة:
{ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } .. (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم .
قال النووي رحمه الله :
"
اعلم أن التلاوة أفضل الأذكار ليس هناك شيء أفضل من ذكر الله عز وجل ،
وأفضل ذكر الله كلامه - سبحانه وتعالى - وتلاوة كتابه " ، فما بالنا كذلك
منقطعين عن ذلك إلا نزراً يسيراً نقرؤه بلا روية ، وبلا حسن ترتيل ، وبلا
استحضار معانٍ كما ينبغي أن يكون الأمر .
ولذلك قال العلماء: " المطلوب
شرعاً إنما هو تحسين الصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع
والانقياد والطاعة " كما ذكر ذلك ابن كثير .
ومن هنا قال النووي: "
الترتيل مستحب للتدبر ولغيره " ، فكم حظنا من ذلك ؟ وقد أشرنا من قبل إلى
أنه ينبغي ألا ننقطع عن هذا ، وأن يكون لنا حظ من تلاوة متأنية نحيا بها ،
ونحيا فيها ، ونحيا معها ، ونستعيذ الله - سبحانه وتعالى - في أولها
لتنصرف عنا شرور الشياطين ، ومضلات العقول وصوارف النفوس الأهواء {
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّه } .


وذلك كله تهيئة للمقصد الأعظم من بعد في حسن
التفكر والتدبر الذي لا يمكن أن يكون إلا بمثل هذه الأمور السابقة ، وهو
أمر عظيم وخطواته كثيرة ، ونحن نشير إلى قليل حتى يكون عوناً لنا ، ونسأل
الله أن لا يكون حجة علينا .
اجعل لنفسك حظاً من تلاوة على الصفة
السابقة في الأوقات التي تستحضر فيها فكرك ، وتحيي فيها قلبك بعيداً عن
الناس وعن دنيا الناس ، وعن شواغل وصوارخ الدنيا .
وأفضل ذلك الليل
أوله أوسطه آخره .. في أي وقت منه عندما تخلد إلى بيتك وتسكن إلى راحتك
وتنعزل وحدك اجعل أنيسك كتاب الله ؛ فإن هذه التلاوة أعظم ما يفيض بها على
قلبك النور والهدى ، وعلى عقلك الفهم والإدراك بإذن الله سبحناه وتعالى :
{ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } .
قالوا
: هي أشد مواطأة بين القلب واللسان ، يتفق القلب مع اللسان ، ويندمج معه ،
ويكون معه ؛ لأنه لا صوارف تصرف ولا شواغل تشغل فحينئذ يكون الأثر أعظم ،
والطريق إلى التفكر والتدبر أيسر بإذنه سبحانه وتعالى ، ومدارسة جبريل -
عليه السلام - لسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - إنما كانت في الليل وفي
ليالي رمضان العظيمة .. لماذا لهذا المعنى الذي تشير إليه هذه الآيات
العظيمة ؟ قال ابن حجر رحمه الله :
" المقصود من التلاوة الحضور والفهم
ومظنته الليل ؛ لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض
الدنيوية والدينية " وكم في هذا من أثر عظيم ! .


ثم كذلك أمر آخر الوقوف مع دلالات الآيات ، كما
روى حذيفة عن سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - عندما قال : " صليت مع
النبي فافتتح البقرة فاختمها ، ثم النساء فاختتمها ، ثم آل عمران واختتمها
، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبّح ، وإذا مرّ بآية فيها سؤال
سأل ، وإذا مر بآية فيها تعوذ تعوّذ " .
أحضر ذلك في نفسك ، وطبّقه
عندما تتلوا ، كلما مر تسبيح سبّح .. كلما مرّ وعد اسأل الله عز وجل ؛ فإن
ذلك يعين على ولوج هذه المعاني وتعلق القلب بها وحياة النفس معها وذلك ما
كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - كما روى ذلك كثير من أصحابه -
رضوان الله عليهم -ومن المعين على ذلك استحضار أحوال النزول ، وذلك عندما
نعرف بعض أسباب النزول ، ونعرف الوقائع .
ألسنا قد مر بنا كثيراً ما
جاء من الآيات بشأن غزوة الأحزاب !كيف كان هذا الوصف مؤثراً لمن كان
عالماً وعارفاً بهذه الأحداث وما مر فيها ؟
{ إِذْ
جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ
الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ
الظُّنُونَا ** هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا
زِلْزَالاً شَدِيداً
} .
عندما نتذكر كيف كان النبي - صلى الله
عليه وسلم - يربط على بطنه حجرين من شدة الجوع ، في ذلك الوقت عندما نتذكر
حادثة حذيفة عندما قال لهم النبي – صلى الله عليه وسلم : من يذهب ويأتي
بخبر القوم وأضمن له العودة ! فلم يقم أحد من الصحابة .. عندما نعرف تلك
الملابسات نعرف كم كان لهذه الآيات من عظمة ويكون لها في نفوسنا تأثير .

{ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ }.
أصحاب النبي في يوم أحد وبعد أحد { فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } .
وكثيرة
هي الأحوال التي إذا عرفنا شيئا منها أصبح للقرآن في قلوبنا أثراً غير ما
نقرأ بلا تمعن ولا فهم ولا معرفة ، ولعلنا نستعين على ذلك بأمرين اثنين
أختم بهما.

أولا: استحضار عظمة المتكلم سبحانه وتعالى
فهذا
كلام رب الأرباب ، وملك الملوك جبار السماوات والأرض ..خالق الخلق ، وواهب
الرزق ، ليس كلاماً له مثيل في الحياة كلها ، ليس نظير فيما تسمعه وتقرؤه
من كلام الدنيا وأهلها كلهم ، فإذا استحضرت ذلك كان له أثر.


ثانياً: استحضار عظمة الخطاب
إنه خطاب لك إنه كما قال الحسن :
"
رأوها رسائل من ربهم كانوا يتفكرون بها ويتدبرونها بالليل وينفذونها
ويعملون بها في النهار " ، نسأل الله - عز وجل - أن يرزقنا حسن الفهم
لكتابه ، وحسن العمل بأوامره ونواهيه ، ونسأله أن يحيي به قلوبنا ويرشد به
عقولنا ويحسن به أحوالنا ، أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم من
كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
أوصيكم
ونفسي الخاطئة بتقوى الله ؛ فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على
مولاه ، فاتقوا الله في السر والعلن واحرصوا على أداء الفرائض والسنن ،
واجتنبوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن .


وإن ثمرة مثل هذه الخطوات نراها في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرة أصحابه ، أذكر بعضا منها في هذه الومضات.

أولها: الاستجابة الدائمة
ليست المؤقتة ولا
العارضة ، ولا التي تنشأ عن تأثير محدد ، بل دائماً يكون حينئذ هذا
الإنسان المؤمن قرآنياً كما كانت عائشة - رضي الله عنها - تقول : " كان
خلقه القرآن " ؛ فإن هذا معروف ولكن قالت : " ما صلى النبي صلى الله عليه
وسلم بعد أن أنزل الله { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
} إلا قال في صلاته سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ؛ لأنه جاءه الأمر
فسبح بحمد ربك واستغفره فجعلها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته " ،
وروت عائشة قالت :
كان يكثر - عليه الصلاة والسلام - أن يقول سبحان ربي
العظيم سبحانك اللهم وبحمدك سبحانك ربنا وبحمدك يتأول القرآن أن يطبقه
ويمتثله ويأتينا من بعد ذلك .

ثانياً: الاستحضار للاعتبار
إن هذه الخطوات تقودنا
إلى هذا الاستحضار الذي يقع به الاعتبار ، ومثل ذلك في قصة أبي بكر وعمر
يوم خرج هذا وخرج ذاك ما الذي أخرجكما هكذا ، قال لهما سيد الخلق عندما
لقيهما قالوا أخرجنا الجوع قال : ما أخرجني إلا الذي أخرجكما .. رسول الله
يخرج من بيته من شدة الجوع يلقى صاحبيه جائعين يمضي إلى رجل من الأنصار
فلا يجده في بيته ، ثم يأتي الأنصاري فيفرح بهذه الغنيمة برسول الله
وصاحبيه - رضوان الله عليهما - فيذبح لهم ، ويستعذب لهم الماء فيأكلون
وجبة شهية هنية ، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - والقرآن حيّ في قلبه
: ( والله لتسألن عن نعيم هذا اليوم ) .
نعيم يوم عابر مر بعد جوع شديد ومع ذلك استحضر النبي صلى الله عليه وسلم :
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } .
لم
تغب عنه الآيات ..لم تغب عنه ذكراها ..لم تغب عنه موعظتها ، وإن كانت
الحالة عابرة فكم نحن في حاجة إلى مثل هذا إذا أخذنا بذلك والعودة بعد
الغفلة .
مثلها قصة أبي بكر لما أوقف نفقته على مسطح بن أثاثة عندما
تكلم في عائشة مع المتكلمين ، وخاض مع الخائضين ، فقال أبو بكر: " والله
لا أنفق على مسطح شيئا أبداً " ، فتنزلت الآيات :
{ وَلا
يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي
الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ
لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
} .
قال أبو بكر: " بلى أحب أن يغفر الله " فأعاد النفقة ، وقال: " والله لا أقطعها أبداً ما حييت "
تلك
القلوب العائدة .. تلك القلوب المتذكرة .. تلك الراجعة إلى الحق والآخرة
.. المرتقية إلى ذرى المعالي عندما يحيا القرآن في قلوبها .
كلنا نعرف قول الحق جل وعلا :
{ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } .
نقرأ الآية مراراً وتكراراً .. نرددها في صلواتنا أي شيء أحدثت في واقعنا.


أنس يروي عن أبي طلحة - وكان من أثرياء الصحابة -
وكان له بستان قبالة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – اسمه [ بئر
حاء ] فيه شجر كثير ، وماء عذب ، لما نزلت الآية تحركت في نفسه معانيها ..
اشتاقت إلى ثوابها نفسه ، فجاء إلى رسول الله وقال : " إن أحب أموالي إلي
بئر حاء وإني جعلتها لله ولرسوله فضعها يا رسول الله حيث شئت " فأثنى
النبي – صلى الله عليه وسلم – عليه وقال:
( بخ بخ ذلك مال رابح ) ، ثم قال : ( أرى أن تجعلها في قرابتك
) ورواية ابن عمر قال لما نزلت هذه الآية بحثت عن أنفس شيء عندي ، فكانت
له جارية رومية هي نفيسة ومحبوبة لديه ، قال فأعتقتها لوجه الله ، ولو كنت
راجعا في شيء لرجعت فيها فأنكحتها نافعاً .. ذلك الذي كان يحركه إلى
المعالي .
نسأل الله - عز وجل - أن يحرك قلوبنا بالقرآن ، وأن يقوي به
عزائمنا ، وأن يرشد به عقولنا ، وأن يصلح به أحوالنا ، وأن يؤلف به قلوبنا
، وأن يجمع به صفوفنا ، وأن يقوي به عزائمنا .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://world-ds.yoo7.com
 
القرآن نور الأنوار...اخوات الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شاركونا في ذكر آية وحكمها (من أحكام القرآن)
» تفسير وبيان لأعظم سورة في القرآن
» هل سمع جبريل القرآن من رب العزة أم تلقاه من اللوح المحفوظ
» أخوف أية في القرآن؟
» ©©ما حكم قراءة القرآن على الأموات .. بدعة أم سنة ؟ ©©

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ألجيريا توادي :: المنتديات الدينية :: القرآن الكريم-
انتقل الى: